المكتبة الشاملة للأدعية الزيدية

Zaidiazm Sublication

دعاء السَّحر(السحور) للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام

دعاء السَّحر(السحور)للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام

للتحميل pdf

https://www.mediafire.com/file/hm18dp9btatjzur/duaa_alsahoor.pdf/file

للتحميلword

https://www.mediafire.com/file/1zsuzx90z2n25zb/duaa_alsahoor.docx/file

دُعَاء السَّحر (السحور) للإمَام زَين العَابدين عَلي بن الحُسَين عليهِما السَّلام

ذَخِيرَة مِن دُعاء الإمَام زين العَابدين وسَيّد السّاجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عَليْهم السَّلام فِي سَحر كُل لَيْلَة مِن رَمَضان ، وَيُسْتَحْسن فِي عَرفات الله ، وفِي أسْحار كُل ليلة ، وفِي كُل صَباح ومَساء ، وهُو مِن الأدعِية الجَامعة النّافعة المُباركة المُسْتَجابة إن شاء الله..

منتزع من كتاب مختارات من ذخائر الأذكار و الاستغفار والصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار

للمُؤلّف القَاسم بن أحْمَد بِن الإمَام المَهدي محَمّد بِن القَاسم الحُوثي الحُسَيني

  • بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سبحان رَبِّـيَ العليِّ الأعلى الوهَّاب اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ

(1)

إِلهِي لا تُؤدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ وَلا تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ، مِنْ أَيْنَ لِيَ الخَيْرُ وَلا يُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِكَ ، وَمِنْ أَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إِلاّ بِكَ ، لا الَّذِي أَحَسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ وَلا الَّذِي أَساءَ وَاجْتَرَأ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ ودَعَوْتَنِي إِلَيْكَ وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ ما أَنْتَ.

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْعُوُهُ فَيُجِيبُنِي وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي إلى طاعته، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَإِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أُنادِيهِ كُلَّما شِئْتُ لِحاجَتِي ، وأَخْلُو بِهِ حَيْثُ شِئْتُ لِسرِّي بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِي لِي حاجَتِي ، و الحَمْدُ للهِ الَّذِي أدعوه لا أَدْعُو غَيْرَهُ وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أرجوه ، ولا أَرْجو غَيْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأخْلَفَ رَجائِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي وَكَلَنِي ، فَأَكْرَمَنِي ، وَلَمْ يَكِلْنِي إِلى النّاسِ فَيُهِينُونِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيُّ عَنِّي وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يَحْلُمُ عَنِّي حَتَّى كَأَنِّي لا ذَنْبَ لِي ، فَرَبِّي أَحْمَدُ شَيْءٍ عِنْدِي وَأَحَقُّ بِحَمْدِي ،

اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ مُشْرَعَةٌ ، وَمَناهِلَ الخير إِلَيْكَ مُتْرَعَةٌ ، وَالاِسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ أَمَّلَكَ مُباحَةً وَأَبْوابَ الدُّعاءِ إِلَيْكَ لِلصَّارِخِينَ مَفْتُوحَةً، وأَعْلَمُ أَنَّكَ لِلرَّاجِين بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ ، وَلِلْمَلْهُوفِينَ بِمَرْصَدِ إِغاثَةٍ، وَأَنَّ فِي اللَّهْفِ إِلى جُودِكَ وَالرِّضا بِقَضائِكَ عِوَضا مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ ، وَمَنْدُوَحَةً عَمّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ ، وَانَّ الرَّاحِلَ إِلَيْكَ قَرِيبُ المَسافَةِ، وأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ ، إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأعْمالُ دُوَنَكَ، وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِطَلِبَتِي ، وتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي ، وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتِي وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلِي ، مِنْ غَيِرِ اسْتِحْقاقٍ لاسْتِماعِكَ مِنِّي، وَلا اسْتِيجابٍ لِعَفْوِكَ عَنِّي ، بَلْ لِثِقَتِي بِكَرَمِكَ وَسُكُونِي إِلى صِدْقِ وَعْدِكَ ، ولَجَأِي إِلى الإقرار بِتَوْحِيدِكَ ، وَيَقِينِي بِمَعْرِفَتِكَ مِنِّي أَنْ لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ ، وَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ،

اللّهُمَّ أَنْتَ القائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌ وَوَعْدُكَ الصِدْقٌ :{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء:32] وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيِّدِي ‌أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ العَطِيَّةِ، وَأَنْتَ المَنَّانُ بِالعَطِيَّاتِ عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ ، وَالعائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ ، إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ صَغِيرا ، وَنَوَّهْتَ بِاسْمِي كَبِيراً ، فَيامَنْ رَبَّانِي فِي الدُّنْيا بإِحْسانِهِ ، وَتَفَضُّلِهِ وإَنِعاَمِهِ ، وَأَشارَ لِي فِي الآخِرَةِ إِلى فضلهِ وَكَرَمِهِ ، مَعْرِفَتِي يا مَوْلايَ دَلِتني عَلَيْكَ ، وحُبِّي لَكَ شَفِيِعِ إِلَيْكَ ، وَأَنا وَاثِقٌ مِنْ دَلِيلِي بِدَلالَتِكَ ، وَساكِنٌ مِنْ شَفِيعِي إِلى شَفاعَتِكَ، أَدْعُوكَ يا إلهي بِلِسانٍ قَدْ أَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ ، رَبِّ أُناجِيكَ بِقَلْبٍ قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ، أَدْعُوكَ يا رَبِّ راهِباً راغِباً راجِياً خائِفاً ، إِذا رَأَيْتُ مَوْلايَ ذُنُوبِي فَزِعْتُ ، وَإِذا رَأَيْتُ كَرَمَكَ طَمَعْتُ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَخَيْرُ راحِمٍ ، وَإِنْ عَذَّبْتَ فَغَيْرُ ظالِمٍ، حُجَّتِي يا الله فِي جُرْأَتِي عَلى مُسأَلَتِكَ ، مَعَ إِتْيانِي ما تَكْرَهُ جُودِكَ وَكَرَمُكَ ، وعُدَّتِي فِي شِدَّتِي مَعَ قِلَّةِ حَيائِي منك برَأَفَتُكَ وَرَحْمَتُكَ ، وَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ لا تَخِيبَ بَيْنَ ذَيْنِ وذَيْنِ مُنْيَتِي ، فَحَقِّقْ رَجائِي ، وَاسْمَعْ دُعائِي ، يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ ، وَأَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ ، عَظُمَ يا سَيِّدِي أَمَلِي وَساءَ عَمَلِي ، فَأَعْطِنِي مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدارِ أَمَلِي ، وَلا تُؤاَخِذْنِي بِأَسْوَأ عَمَلِي ، فَإِنَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجاراتِ المُذْنِبِينَ ، وَحِلْمَكَ يَكْبُرُ عَنْ مُكافأَةِ المُقَصِّرِينَ، وَأَنا يا سَيِّدِي عَائِذٌ بِفَضْلِكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ ، مُستَنْجِزاً ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّا ، وَما أَنا يا رَبِّ وَما خَطَرِي ، هَبْنِي بَفَضْلِكَ وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ ، أَيْ رَبِّ جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ ، فَلَوِ اطَّلَعَ اليَوْمَ عَلى ذَنْبِي غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ العُقُوبَةِ لاجْتَنَبْتُهُ ، لا لأنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إليّ ، وَأَخَفُّ المُطَّلِعِينَ علي ، بَلْ لأنَّكَ يا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ وَأَحْكَمُ الحاكِمِينَ وَأَكْرَمُ الأكْرَمِينَ ، سَتَّارُ العُيُوبِ غَفَّارُ الذُّنُوبِ تَسْتُرُ الذَّنْبَ بِكَرَمِكَ وَتُؤَخِّرُ العُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ .

(2)

فَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وَعَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قَدْرَتِكَ ، وَيَحْمِلُنِي وَيُجَرِّؤُنِي عَلى مَعْصِيَتِكَ حِلْمُكَ عَنِّي ، وَيَدْعُونِي إِلى قِلَّةِ الحَياءِ سِتْرُكَ عَلَيَّ ، وَيُسْرِعُنِي إِلى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتِي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَعَظِيمِ عَفْوِكَ ، يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا غافِرَ الذَّنْبِ يا قابِلَ التَّوْبِ ، يا عَظِيمَ المَنِّ يا قَدِيمَ الإحْسانِ ، أَيْنَ سَتْرُكَ الجَمِيلُ ، أَيْنَ عَفْوُكَ الجَلِيلُ ، أَيْنَ فَرَجُكَ القَرِيبُ ، أَيْنَ غِياثُكَ السَّرِيعُ ، أَيْنَ رَحْمَتُكَ الواسِعَةُ ، أَيْنَ عَطاياكَ الفاضِلَةُ ، أَيْنَ مَواهِبُكَ الهَنِيةُ ، أَيْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ ، أَيْنَ فَضْلُكَ العَظِيمُ ، أَيْنَ مَنُّكَ الجَسِيمُ ، أَيْنَ إِحْسانُكَ القَدِيمُ  أَيْنَ كَرَمُكَ يا كَرِيمُ ، بِهِ فَاسْتَنْقِذْنِي وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْنِي ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، لَسْنا نتَكِلُ فِي النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلى أَعْمالِنا ، بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا لأنك أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ ، تُبْتدِئُ بِالإحْسانِ نِعَماً وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ كَرَماً، فَما نَدْرِي ما نَشْكُرُ أَجَمِيلَ ما تَنْشُرُ ، أَمْ قَبِيحَ ما تَسْتُرُ أَمْ عَظِيمَ ما أَبْلَيْتَ وَأَوْلَيْتَ ، أَمْ كَبِيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ ، يا حَبِيبَ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَيْكَ ، وَ يا قُرَّةَ عَيْنِ مَنْ لاذَ بِكَ وَانْقَطَعَ إِلَيْكَ ، أَنْتَ المُحْسِنُ وَنَحْنُ المُسِيئُونَ ، فَتَجاوَزْ يا رَبِّ عَنْ قَبِيحِ ما عِنْدَنا بِجَمِيلِ ما عِنْدَكَ ، وَأَيُّ جَهْلٍ يا رَبِّ لا يَسَعَهُ جُودِكَ ، وَأَيُّ زَمانٍ أَطْوَلُ مِنْ أَناتِكَ ، وَما قَدْرُ أَعْمالِنا فِي جَنْبِ نِعَمِكَ ، وَكَيْفَ نَسْتَكْثِرُ أَعْمالاً نُقابِلُ بِها كَرَمَكَ ، كَيْفَ يَضِيقُ عَلى المُذْنِبِينَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ ، يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، فَوَعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي ومولاي لَوْ انتَهَرْتَنِي ما بَرِحْتُ عنْ بابِكَ ، وَلا كَففْتُ عَنْ تَمَلُقِكَ ، لِما انْتَهى إِلَيَّ مِنْ المَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَأَنْتَ الفاعِلُ لِما تَشاءُ ، تُعَذِّبُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ ، وَتَرْحَمُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ وكَيْفَ تَشاءُ، ولا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ ، وَلا تُشارَكُ فِي أَمْرِكَ وَلا تُضادُّ فِي حُكْمِكَ ، وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ أَحَدٌ فِي تَدْبِيرِكَ ، لَكَ الخَلْقُ وَالأمْرُ تَبارَكَ الله رَبُّ العَالَمِينَ.

يا رَبِّ هذا مَقامُ مَنْ لاذَ بِكَ ، وَاسْتَجارَ بِكَرَمِكَ وَأَلِفَ إِحْسانَكَ ، وَنِعَمَكَ وَأَنْتَ الجَوادُ الَّذِي لا يَضِيقُ عَفْوُكَ ، وَلا يَنْقُضي فَضْلُكَ ، وَلا تَقِلُّ رَحْمَتُكَ  وَقَدْ تَوَثَّقْنا مِنْكَ بالصَّفْحِ القَدِيمِ ، وَالفَضْلِ العَظِيمِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ ، أَفَتُراكَ يا رَبِّ تَخْلِفُ ظُنُونَنا وَ تُخَيِّبُ آمالَنا؟ كَلا يا كَرِيمُ فَلَيْسَ هذا ظَنُّنا بِكَ ، وَلا هذا فِيكَ طَمَعُنا فيك .

(3)

يا رَبِّ إِنَّ لَنا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَبِيراً ، إِنَّ لَنا فِيكَ رَجاءً عَظِيما ، عَصوناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْنا ، وَدَعَوْناكَ وَنَحْنُ نَرْجو أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنا فَحَقِّقْ رَجائَنا ، يا مَوْلانا فَقَدْ عَلِمْنا ما نَسْتَوْجِبُ بِأَعْمالِنا وَلكِنْ عِلْمُكَ فِينا ، وَعِلْمُنا بِأَنَّكَ لا تَصْرِفُنا عَنْكَ حَبا عَلى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ ، وَإِنْ كُنّا غَيْرَ مُسْتَوْجِبِينَ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنا ، وَعَلى المُذْنِبِينَ بسعة فضلك ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَجُدْ عَلَيْنا فَإِنّا مُحْتاجُونَ إِلى نَيْلِكَ ، يا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنا وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْنا وَأَمْسَيْنا ، ذُنُوبُنا بَيْنَ يَدَيْكَ نَسْتَغْفِرُكَ اللّهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ إِلَيْكَ ، تَتَحَبَّبُ إِلَيْنا بِالنِّعَمِ وَنُعارِضُكَ بِالذُّنُوبِ ، خَيْرُكَ إِلَيْنا نازِلٌ وَشَرُّنا إِلَيْكَ صاعِدٌ ، وَلَمْ يَزَلْ وَلايزالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَأْتِيكَ عَنّا بِعَمَلٍ قَبِيحٍ ، فَلا يَمْنَعُكَ ذلِكَ مِنْ أَنْ تَحُوطَنا بِنِعَمتِكَ ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيْنا بِآلائِكَ  فَسُبْحانَكَ ما أَحْلَمَكَ وَأَعْظَمَكَ وَأَكْرَمَكَ مُبْدِياً وَمُعِيداً، تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ وَكَرُمَ صَنائِعُكَ وَفِعالُكَ ، أَنْتَ إِلهِي أَوْسَعُ فَضْلاً وَأَعْظَمُ حِلْما مِنْ أَنْ تُقايِسَنِي بِفِعْلِي وَخَطِيئَتِي ، فَالعَفْوَ العَفْوَ العَفْوَ يا سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي اللَّهُمَّ اشْغَلْنا بِذِكْرِكَ ، وَ أَعِذْنا مِنْ سَخَطِكَ وَأَجِرْنا مِنْ عَذابِكَ ، وَارْزُقْنا مِنْ مَواهِبِكَ ، وَأَنْعِمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلِكَ ، وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ ، صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ محمد صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ،

اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً، و اجْزِهِم بِالإحْسانِ إِحْسانا وَبِالسَّيِّئاتِ عفواً و غُفْرانا ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ ، الأحْياءِ مِنْهُمْ وَالأمْواتِ ، وَتابِعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْراتِ ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنا ، وَشاهِدِنا وَغائِبِنا ذَكَرِنا وَاُنْثانا ، صَغِيرِنا وَكَبِيرنا حُرِّنا وَمَمْلُوكِنا ، كَذَّبَ العادِلُونَ بِالله وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً ، وَخَسِرُوا خُسْراناً مُبِيناً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي وَاجْعَلْ عَلَيَّ مِنْكَ جنه وَاقِيَةً باقِيَةً ، وَلا تَسْلُبْنِي صالِحَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيِّباً ،

اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِحِراسَتِكَ ، وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ وَاكْلأنِي بِكلاَيتِكَ ، وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ ، فِي عامِنا هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَالأَئِمَّةِ عَلَيْهُمُ السَّلامُ ، وَلا تُخْلِنِي يا رَبِّ مِنْ تِلْكَ المَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ وَالمَواقِفِ الكَرِيمَةِ ،

اللّهُمَّ تُبْ عَلَيَّ حَتَّى لا أغضبكَ ، وَأَلْهِمْنِي الخَيْرَ وَالعَمَلَ بِهِ وَخَشْيَتَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، أبدا ما أَبْقَيْتَنِي يا رَبَّ العَالَمِينَ.

(4)

اللّهُمَّ إِنِّي كُلَّما قُلتُ قَدْ تَهَيّأْتُ وَتَعَبّأْتُ وَقُمْتُ للصَّلاةِ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَناجَيْتُكَ أَلْقَيْتَ عَلَيَّ نُعاساً إِذا أَنا صَلَّيْتُ ، وَسَلَبْتَنِي مُناجاتَكَ إِذا أَنا ناجَيْتُ ، مالِي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَرِيرَتِي وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابِينَ مَجْلِسِي ، عَرَضَتْ لِي بَلِيَّةٌ أَزالَتْ قَدْمِي وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ، سَيِّدِي ومولاي لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَنِي ، وَعَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُسْتَخِفا بِحَقَّكَ فَأَصَبتَنِي ، أَوْ لَعَلَّكَ رَأيْتَنِي مُعْرِضا عَنْكَ فَقَلَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَنِي فِي مَقامِ الكاذِبِينَ فَرَفَضْتَنِي ، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي غَيْرَ شاكِرٍ لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِي مِنْ مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلْتَنِي ، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي فِي الغافِلِينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي آلِفُ مَجلِسَ البَطَّالِينَ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تَسْمَعَ دُعائِي فَباعَدْتَنِي ، أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ أَنْ تَسْمَعَ دُعائِي فَباعَدْتَنِي ، أَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمِي وَجَرِيرَتِي كافَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيائِي مِنْكَ جازَيْتَنِي ، فَإِنْ عَفَوْتَ يا رَبِّ فَطالَما عَفَوْتَ عَنْ المُذْنِبِينَ قّبْلِي ، لاَنَّ كَرَمِكَ أَيْ رَبِّ جِلُّ عَنْ مُجازات المذنبِينَ ، وحلمك يكبر عن مكافأة المقصرين ، وَأَنا عائِذٌ بِفَضْلِكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً ، إِلهِي أَنْتَ أَوْسَعُ فَضْلاً وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسنِي بِعَمَلِي ، أَوْ أَنْ تَسْتَزِلَّنِي بِخّطِيئَتِي وَما أَنا يا سَيِّدِي وَما خَطَرِي، هَبْنِي بِفَضْلِكَ وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ ، أي ربي َجَلِّلْنِي بِسَتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ ، سَيِّدِي مولاي أَنا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَيْتَهُ ، وَأَنا الجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتُهُ ، وَأَنا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ ، وَأَنا الوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ ، وَأَنا الخائِفُ الَّذِي أمَنْتُهُ ، وَأنا الجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ ، وَأنا العَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ ، وَأنا العارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ ، وأنا َالفَقِيرُ الَّذِي أَغنَيْتَهُ ، وَأنا الضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ ، وَأنا الذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ ، وَأنا السَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ ، وأنا َالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطّيْتَهُ ، وَأنا المُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ ، وأنا َالخاطِئ الَّذِي أَقلْتَهُ ، وَأَنا القَلِيلُ الَّذِي كَثَّرْتَهُ ، وَأنا المُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ ، وَأَنا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ ، وأَنا يا رَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْييِكَ فِي الخَلا ، وَلَمْ اُراقِبْكَ فِي المَلا ، أَنا صاحِبُ الدَّواهِي العُظْمى ، أَنا الَّذِي عَلى سَيِّدِي اجْتّرأ، أَنا الَّذِي عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّماء، أَنا الَّذِي أَعْطَيْتُ عَلى جليل  المَعاصِي الرُّشا، أَنا الَّذِي حِينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ إِلَيْها أَسْعى ، أَنا الَّذِي أَمْهَلْتَنِي فَما ارْعَوَيْتُ ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَما اسْتَحْيَيْتُ ، وَعَمِلْتُ بِالمَعاصِي وتَعَدَّيْتُ ، وَأَسْقَطْتَنِي عنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ ، فَبِحِكمِكَ أَمْهَلْتَنِي وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِي ، حَتَّى كَأَنَّكَ أّغْفَلْتَنِي وَمِنْ عُقُوباتِ المَعاصِي جَنَّبْتَنِي حَتَّى كَأَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَنِي ، إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِيْنَ عَصَيْتُكَ وَأَنا لرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ وَلا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌ ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ ، وَلا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، ولكِنْ خَطِيةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ، وَغَلَبَنِي هَوَايَ ، وَأَعانَنِي عَلَيْها شِقْوَتِي ، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخَي عَلَيَّ ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخالَفْتُكَ بِجُهْدِي ، فَالآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي ، وَمِنْ أَيْدِي الخُصَماءِ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي ، فَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي ، فَوا أسَفا عَلى ما أَحْصَى كِتابُكَ مِنْ عَمَلِي ، الَّذِي لَوْلا ما أَرْجو مِنْ كَرَمِكَ ، وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَنَهْيِكَ إِيَّايَ عَنْ القُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما أَتَذَكَّرُها ، يا خَيْرَ مِنْ دَعاهُ داعٍ ، وَأَفْضَلَ وأكرم مَنْ رَجاهُ راجٍ.

(5)

اللّهُمَّ بِذِمَّةِ الإسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ ، وَبِحُبِّي للنَّبِيَّ الأُمِّيَّ القَرَشِيَّ الهاشِمِيَّ العَرَبِيَّ التِّهامِيَّ المَكِّيَّ المَدَنِيَّ أَرْجُو الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ ، فَلا تُوحِشِ اسْتِئْناسَ إِيْمانِي ، وَلا تَجْعَلْ ثَوابِي ثَوابَ مَنْ عَبَدَ سِواكَ ، فَإِنَّ قَوْما آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ لِيَحْقِنُوا بِهِ دِمائَهُمْ ، فَأَدْرَكُوا ما أَمَّلُوا في العاجلة ، وإِنّا آمَنّا بِأَلْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنّا فَأَدْرِكْنا ما أَمَّلْنا ، وَثَبِّتْ رَجائَكَ فِي صُدُورِنا ، فلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ، وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، فَوَعِزَّتِكَ ما بَرِحْتُ عِنْ بابِكَ وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ ، لِما أُلْهِمَ قَلْبِي مِنَ المَعْرِفَةِ بِكَرَمِكَ وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ، إِلى مَنْ يَذْهَبُ العَبْدُ إِلاّ إِلى مَوْلاهُ ، وَإِلى مَنْ يَلْتَجِئ المَخْلُوقُ إِلاّ إِلى خالِقِهِ ، إِلهِي لَوْ قَرَنْتَنِي بِالأصْفادِ وَمَنَعْتَنِي سبيلكَ مِنْ بَيْنِ الأشْهادِ ، وَدَلَلْتَ عَلى فَضائِحِي عُيُونَ العِبادِ وَأَمَرْتَ بِي إِلى النّارِ ، وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ الأبْرارِ ما قَطَعْتُ رَجائِي مِنْكَ ، وَلا صَرَفْتُ وجه تأْمِيلِي لِلْعَفْوِ ، وَلا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبِي ، أَنا لا أَنْسى أَيادِيكَ عِنْدِي وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا ، سَيِّدِي مولاي صلِّ على محمد وآل محمد ، وأَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ محمد صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَانْقُلْنِي إِلى دَرّجَةِ التَوْبَةِ إِلَيْكَ ، وَأَعِنِّي بِالبُكاءِ عَلى نَفْسِي ، فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآمالِ عُمْرِي ، وَقَدْ نَزَلْتُ نفسي مَنْزِلَةَ الآيِسِينَ مِنْ الخَيْر ، فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأ حالاً مِنِّي فاِنْ أَنا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالِي إِلى قَبْرِي ولَمْ اُمَهِّدْ لِرَقْدَتِي ، وَلَمْ أَفْرُشْهُ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ لَفَجَعَنِي ، وَمالِي لا أَبْكِي وَلا أَدْرِي إِلى ما يَكُونُ مَصِيرِي ، وَأَرى نَفْسِي تُخادِعُنِي وَأَيَّامِي تُخاتِلُنِي ، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأْسِي أَجْنِحَةُ المَوْتِ، فَما لي لا أَبْكِي ، أَبْكِي لِخُرُوجِ نَفْسِي ، أبكي لحلول رَمْسِي ، أَبْكِي لِظُلْمَةِ قَبْرِي ، أَبْكِي لِضِيقِ لَحْدِي ، أَبْكِي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ إِيايَ ، أَبْكِي لِخُرُوجِي مِنْ قَبْرِي عُرْياناً ذَلِيلاً حامِلاً ثِقْلِي عَلى ظَهْرِي، أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِي وَمرة عَنْ شَمالِي ، إِذِ الخَلائِقُ فِي شَأْنٍ غَيْرِ شَأْنِي { لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ }[عبس : 37-40] وَذِلَّةٌ، سَيِّدِي ومولاي عَلَيْكَ َمُعْتَمَدِي ، و مُعَوَّلِي وَرَجائِي وَتَوَكُّلِي وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي ، تِصِيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ ، ولَكَ الحَمْدُ عَلى ما نَقَّيَتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبِي ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى بَسْطِ لِسانِي ، أَفَبِلِسانِي هذا الكالِّ أَشْكُرُكَ ، أَمْ بِغايَةِ جُهْدِي من عَمَلِي أُرْضِيكَ ، وَما قَدْرُ لِسانِي يا رَبِّ فِي جَنْبِ شُكْرِكَ ، وَما قَدْرُ عَمَلِي فِي جَنْبِ نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ إلي ، إِلا إِنَّ جُودَكَ بُسِطَ وَشُكْر قَبْلَ عَمَلِي ، سَيِّدِي ومولاي إِلَيْكَ رَغْبَتِي وَمنكَ رَهْبَتِي ، وَإِلَيْكَ تَأْمِيلِي ، وَقَدْ ساقَنِي إِلَيْكَ أَمَلِي ، وَعَلَيْكَ يا وَاحِدِي عَكَفَتْ هِمَّتِي ، وَفِيما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتِي ، وَلَكَ خالِصُ رَجائِي وَخَوْفِي ، وَبِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتِي ، وَإِلَيْكَ أَلَقَيْتُ نفسي وَبِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَهْبَتِي.

(6)

مَوْلايَ بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبِي ، وَبِمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ أَلَمَ الخَوْفِ عَنِّي ، فَيا مَوْلايَ وَ يا مَوئَلِي ،وَ يا مُنْتهى سُؤْلِي ، فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَنْبِي المانِعِ لِي مِنْ لُزُومِ طاعَتِكَ، فَإِنَّما أَدعوكَ لِقَدِيمِ الرَّجاءِ لك ، وَعَظِيمِ الطَمَعِ فيكَ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، فَالأمْرُ لَكَ وَحْدَكَ وَالخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ ، وَفِي قَبْضَتِكَ وَكُلُّ شَيء خاضِعٌ لَكَ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ العَالَمِينَ ، إِلهِي ارْحَمْنِي إِذا انْقَطَعَتْ حُجَّتِي ، وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِسانِي ، وَطاشَ عِنْدَ سُؤْالِكَ إِيّايَ لُبِّي ، فِيا عَظِيمَا يُرجى لكل عظيم ، أنت رَجائِي فلا تُخَيِّبْنِي إِذا اشْتَدَّتْ فاقَتِي ، وَلا تَرُدَّنِي لِجَهْلِي ، وَلا تَمْنَعْنِي لِقِلَّةِ صَبْرِي ، أَعْطِنِي لِفَقْرِي وَارْحَمْنِي لِضَعْفِي ، سَيِّدِي مولاي عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي وَمُعَوَّلِي وَرَجائِي وَتَوَكُّلِي ، وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي ، وَبِفِنائِكَ أَحُطُّ رَحْلِي ، وَبِجُودِكَ أَقْصِر طَلِبَتِي ، وَبِكَرَمِكَ أَيْ رَبِّ أَسْتَفْتِحُ دُعائِي ، وَلَدَيْكَ أَرْجُو سد فاقَتِي ، وَبِفنائكَ أَجْبُرُ عَيْلَتِي ، وَتَحْتَ ظِلِّ عَفْوِكَ قِيامِي ، وَإِلى جُودِكَ وَكَرَمِكَ أَرْفَعُ بَصَرِي ، وَإِلى مَعْرُوفِكَ أُدِيمُ نَظَرِي، فَلا تُحْرِقْنِي بِالنَّارِ وَأَنْتَ مَوْضِعُ أَمَلِي ، وَلا تُسْكِنِّي الهاوِيَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَيْنِي ، يا سَيِّدِي يا مولاي لا تُكَذِّبْ ظَنِّي بِإحْسانِكَ وَمَعْرُوفِكَ ، فَإِنَّكَ ثِقَتِي، وَلا تَحْرِمْنِي ثَوابَكَ فَإِنَّكَ العالم بِفَقْرِي،

 إِلهِي إِنْ كانَ قَدْ دَنا أَجَلِي ،وَلَمْ يُقَرِّبُنِي مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الاِعْتِرافَ إِلَيْكَ بِذَنْبِي وَسائِلَ عِلَلِي، إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِالعَفْوِ ، وَإِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِي الحُكْمِ ، ارحم فِي هذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتِي ، وَعِنْدَ المَوْتِ كُرْبَتِي ، وَفِي القَبْرِ وَحْدَتِي وَفِي اللَّحْدِ وَحْشَتِي ، وَإِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفِي ، فاغْفِرْ لِي ماخَفِيَ عَلى الآدَمِيِّينَ مِنْ عَمَلِي ، وَأَدِمْ بِهِ مسرّتي وَارْحَمْنِي صَرِيعاً عَلى الفِراشِ تُقَلِّبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي، وَتَفضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلى المُغْتَسَلِ يُغسلني صالِحُ جِيرَتِي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْمُولاً قَدْ تَناوَلَ الأقْرِباءُ أَطْرافَ جَنازَتِي ، وَجُدْ عَلَيَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحِيداً فِي حُفْرَتِي ، وَارْحَمْ فِي ذلِكَ البَيْتِ الجَدِيدِ غُرْبَتِي حَتَّىْ لا أَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِكَ ، يا سَيِّدِي و يا مولاي فإنْك إن وَكَلْتَنِي إِلى نَفْسِي هَلَكْتُ .

(7)

سَيِّدِي فَبِمَنْ اسْتَغِيثُ إِنْ لَمْ تُقِلْنِي عَثْرَتِي ، وإِلى مَنْ أَفْزَعُ إِنْ فَقَدْتُ عِنايَتَكَ فِي ضَجْعَتِي ، وَإِلى مَنْ أَلْتَجِئ إِنْ لَمْ تُنَفِّسُ كُرْبَتِي ،  سَيِّدِي مَنْ لِي وَمَنْ يَرْحَمُنِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي ، وَفَضْلَ مَنْ اُؤَمِّلُ إِنْ عَدِمْتُ فَضْلَكَ يَوْمَ فاقَتِي ، وَإِلى مَنْ الفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ إِذا انْقَضى أَجَلِي ، سَيِّدِي أتُعَذِّبْنِي وَأَنا أَرْجُوكَ ،

إِلهِي حَقِّقْ رَجائِي وَآمِنْ خَوْفِي فَإِنَّ كَثْرَت ذُنُوبِي لا أَرْجُو فِيها إِلاً عَفْوَكَ ، سَيِّدِي أَنا أَسْأَلُكَ مالاً أسْتَحِقُّ وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، فَاغْفِرْ لِي وَأَلْبِسْنِي مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً يُغَطِّي عَلَيَّ التَّبِعاتِ وَتَغْفِرُها لِي ، وَلا اُطالَبُ بِها إِنَّكَ ذُو مَنٍّ عَظِيمٍ ، وَصَفْحٍ قَدِيمٍ ، وَتَجاوُزٍ كَرِيمٍ ، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي تُفِيضُ العطا عَلى مَنْ لا يَسْأَلُكَ ، وَعَلى الجاحِدِينَ لرُبُوبِيَّتِكَ ، فَكَيْفَ سَيِّدِي بِمَنْ سَأَلَكَ وَأَيْقَنَ أَنَّ الخَلْقَ لَكَ وَالأمْرَ إِلَيْكَ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا رَبَّ العَالَمِينَ ، سَيِّدِي مولاي عَبْدُكَ بِبابِكَ أَقامَتْهُ الخَصاصَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، يَقْرَعُ بابَ إِحْسانِكَ بِدُعائِهِ ، ويستعطف جميل نظرك بمكنون رجائه  فَلا تُعْرِضَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عَنِّي ، وَاقْبَلْ مِنِّي ما أَقُولُ ، فَقَدْ دَعَوْتُك بِهذا الدُّعاءِ ، وَأَنا أَرْجُو أَنْ لا تَرُدَّنِي مَعْرِفَةً مِنِّي بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ ، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي لا يُحْفِيكَ وَلا يَنْقُصُكَ نائِلٌ ، أَنْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما نَقُولُ ،

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْراً جَمِيلاً وَفَرَجاً قَرِيباً ، وَقَوْلا صادِقاً ، وَأَجْراً عَظِيماً، وأَسْأَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمُ ، وأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مِنْ خَيْرِ ما سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَأَجْوَدَ مَنْ أَعْطى ، أَعْطِنِي سُؤْلِي فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَوالِدَيَّ وَولْدِي ، وَأَهْلِي وَإِخْوانِي فِيكَ ، وَأَرْغِدْ عَيْشِي ، وَأَظْهِرْ مُرُوَّتِي ، وَأَصْلِحْ جَمِيعَ أَحْوالِي ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ أَطَلْتَ في رضاك عُمْرَهُ ، وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ ، وَرَضِيتَ عَنْهُ وَأَحْيَيْتَهُ حَياةً طَيِّبَةً فِي أَدْوَمِ السُّرُورِ ، وَأَسْبَغِ الكَرامَةِ ، وَأّتَمِّ العَيْشِ ، وأدوم الطاعة ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُكَ ،

 اللّهُمَّ خُصَّنِي مِنْكَ بِخاصَّةِ ذِكْرِكَ ، وَلا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمّا أَتَقَرَّبُ بِهِ إليك فِي إِناء اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ رِياءً وَلا سُمْعَةً ، وَلا أَشَراً وَلا بَطَراً ، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ ،

 اللّهُمَّ أَعْطِنِي السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ ، وَالأمْنَ فِي الوَطَنِ ، وَقُرَّةَ العَيْنِ فِي الأهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ وَالمُقامَ فِي نِعَمِكَ عِنْدِي ، وَالصِّحَّةَ فِي الجِسْمِ وَالقُوَّةَ فِي البَدَنِ ، وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ أَبَداً ما أبقيتني ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ عندك نَصِيبا ، فِي كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ ، وفِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَما أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، مِنْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها ، وَعافِيَةٍ تُلْبِسُها ، وَبَلِيَّةٍ تَدْفَعُها ، وَحَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها وَسَيِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنْها ، وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِنا هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ، وَارْزُقْنِي رِزْقاً وَاسِعاً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ ، وَاصْرِفْ عَنِّي يا سَيِّدِي ومولاي الأسْواءَ ، وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَالظُّلاماتِ ، حَتَّى لا أَتَأَذّى بِشَيٍء ، وَخُذْ عَنِّي أَسْماعِ أضدَادي وَأَبْصارِ أَعْدائِي وَحُسَّادِي ، وَالباغِينَ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي عَلَيْهِمْ ، وَأَقِرَّ عَيْنِي وَفَرِّحْ قَلْبِي ، وحقق ظني ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ رهَبي وَكَرْبِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً ، وَاجْعَلْ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمِيَّ .

 (8)

 وَاكْفِنِي شَرَّ الشَّيْطانِ ، وَشَرَّ السُّلْطانِ وَسَيِّئاتِ عَمَلِي ، وَطَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّها ، وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِعَفْوِكَ ، وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَزَوِّجْنِي مِنَ الحُورِ العِينِ بِفَضْلِكَ ، وَأَلْحِقْنِي بِأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ ، مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأبْرارِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الأخْيارِ ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَعَلى وَأَرْواحِهِمْ َوأجْسادِهِم ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، إِلهِي وَسَيِّدِي ومولاي وَعزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَئِنْ طالَبْتَنِي بِذُنُوبِي لَأُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ ، وَلَئِنْ طالَبْتَنِي بِجُرْمِي لأطلبَنَّكَ بِكَرَمِكَ ، وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النّار لأخْبِرَنَّ أَهْلَ النّارِ بِحُبِّي لَكَ ، إِلهِي وَسَيِّدِي إِنْ كُنْتَ لا تَغْفِرُ إِلاّ لأوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ ، فَإِلى مَنْ يَفْزَعُ المُذْنِبُونَ ، وَإِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلاّ أَهْلَ الوَفاءِ بِكَ فَبِمَنْ يَسْتَغِيثُ المُسِيئُونَ ، إِلهِي إِنْ أَدْخَلْتَنِي النّارَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ ، وَإِنْ أَدْخَلْتَني الجَنَّةَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ ، وَأَنا وَالله أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ ،

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلأَ قَلْبِي حُبّاً لَكَ ، وَخَشْيَةً مِنْكَ وَتَصْدِيقاً بِكتابِكَ ، وَإِيماناً بِكَ وَفَرَقاً مِنْكَ وَشَوْقاً إِلَيْكَ ، يا ذا الجَلالِ وَالإكْرامِ حَبِّبْ إِلَيَّ لِقائكَ ، وَأَحْبِبْ لِقائِي ، وَاجْعَلْ فِي لِقائِكَ الرَّاحَةَ والفَرَح وَالكَرامَةَ ،

 اللّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِصالِحِ مَنْ مَضى ، وَاجْعَلْنِي مِنْ صالِحِ مَنْ بَقِيَ ، وَخُذْ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ ، وَأَعِنِّي عَلى نَفْسِي ، بِما تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ عَلى أّنْفُسِهِمْ ، وَاخْتِمْ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ ، وَاجْعّلْ ثَوابِي مِنْهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أرحم الراحمين ، وَأَعِنِّي عَلى صالِحِ ما أَعْطَيْتَنِي وَثَبِّتْنِي يا رَبِّ ، وَلا تَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ ،

 اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمانا لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِكَ ، و أَحْينِي ما أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ ، وَتَوَفَّنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي عَلَيْهِ ، وَابْعّثْنِي إِذا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ ، وَبرء قَلْبِي مَنَ الرِّياءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمْعَةِ فِي دِينِكَ حَتَّى يَكُونَ عَمَلِي خالِصا لَكَ ، اللّهُمَّ أَعْطِنِي بَصِيرَةً فِي دِينِكَ ، وَفَهْما فِي حُكْمِكَ ، وَفِقْها فِي عِلْمِكَ ، وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَوَرَعاً يَحْجُزُنِي عَنْ مَعصِيتكَ ، وَبَيِّضْ وَجْهِي بِنُورِكَ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ وَتَوفَّنِي فِي سَبِيلِكَ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ ،

اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ ، وَالهَمِّ والحزن ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ ، وَالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ ، والذله وَالمَسْكَنَةِ ، وَالفَقْرِ وَالفاقَةِ ، وَكُلِّ بَلِيَّةٍ وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَقْنَعُ ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ ، وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ وَعَمَلٍ لا يُنْفَعُ ، وصلاة لا ترفع .

(9)

 وَأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ عَلى نَفْسِي وَولدي ودِينِي ، وَعَلى جَمِيعِ ما رَزَقْتَنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ،

اللّهُمَّ إِنَّي لا يُجِيرُنِي مِنْكَ أَحَدٌ ، وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً ، فَلا تَجْعَلْ نَفْسِي فِي شَيْءٍ مِنْ عَذابِكَ ، ولا تَرُدَّنِي بِهَلَكَةٍ ، وَلا تَرُدَّنِي بِعَذابٍ ،

اللّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَأَعْلِ ذِكْرِي ، وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَحُطَّ وِزْرِي ، وَلا تَذْكُرْنِي بِخَطِيئَتي ، وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسِي وَثَوابَ مَنْطِقِي وَثَوابَ دُعائِي رِضاكَ وَالجَنَّةَ ، وَأَعْطِنِي يا رَبِّ جَمِيعَ ما سَألْتُكَ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إِلَيْكَ راغِبٌ يا رَبَّ العالَمِينَ ،

اللّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي كِتابِكَ العْفُوَ وأمرتنا أن نغض عَمَّنْ ظَلَمَنا ، وَقْدْ ظَلَمْنا أَنْفُسَنا فَاعْفُ عَنّا فَإِنَّكَ أَوْلى بِذلِكَ مِنّا ، وَأَمَرْتَنا أَنْ لانَرُدَّ سائِلاً فَلا تَرُدَّنِي إِلاّ بِقَضاء حاجَتِي ، وَأَمَرْتَنا بِالإحْسانِ إِلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُنا وَنَحْنُ أَرِقاؤُكَ فَاعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النّارِ، يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي ، وَ يا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتِي ، إِلَيْكَ فَزِعْتُ وَبِكَ اسْتَغَثْتُ وَلُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ ، وَلا أَطْلُبُ الفَرَجَ إِلاّ مِن عندْكَ فَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي ، يامَنْ يَقبل اليسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الكَثِيرِ ، اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّ الكَثِيرَ إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ،

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ إِيْمانا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِينا صادقا حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُصِيبَنِي إِلاّ ما كَتَبْتَ لِي ، وَرَضِّنِي مِنَ العَيْشِ ما قَسَمْتَ لِي ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.

وصَلّى الله وسَلّم عَلى مُحمّد وعَلى آله الطّاهرين ، و الحَمد لله رَب العَالمين..

 لاتنسونا ووالدينا من صالح دعائكم ..

2 تعليقان

  1. السلام عليكم
    أردت أن تدلونا على أقدم مصدر لدعاء السحور
    وهل المعروض هنا عن نسخة موثوقة أم جرى التعديل على ألفاظها لاحقا؟
    وهل لدى إخواننا الزيدية صحيفة عن الامام زين العابدين ؟

أضف تعليق

مدونة مكتبة التصاميم الدعوية الإسلامية

مدونة تختص بتصاميم بطاقات اسلامية ودعوية وتوعوية تذكيرية

The Daily Post

The Art and Craft of Blogging